اغراض اخرى لاستخدام كاميرات المراقبة
البعض يعتقد أن كاميرات المراقبة وظيفتها مقصورة فقط علي مراقبة اللصوص و حماية الأماكن من السرقة، و ذلك منطقي لأنهم دائماً يجدون كاميرات المراقبة علي الأسوار و في المحلات مما يجعل الكثيرون يربطون فكرة أن نظم المراقبة وظيفتها الوحيدة هي الحد من السرقة، وهذا غير صحيح فالغرض من نظم المراقبة هو مراقبة و تسجيل أي عملية بها نشاط حركي، و النشاط الحركي لا يقتصر علي السرقة، فقد يكون النشاط الحركي قانوني و بمراقبته يمكننا أن نجعله أكثر تنظيماً، و أقصد بذلك إستخدام كاميرات المراقبة في الشوارع و الميادين حيث التكدس المروري من أجل دراسة مشاكل المرور و حلها و إسمحوا لي أن أقدم لكم تجربة تؤكد الكلام السابق ذكره:
– في عام 2003 قامت اليابان بتركيب نظم المراقبة في ميادين و شوارع رئيسية مدن عديدة تشتهر بتكدس دائم بل و شلل في حركة المرور و كان الغرض الاساسي لتلك الكاميرات هو ليس ترهيب من يخالفوا القانون و لكن لدراسة الاخطاء الشائعة التي قد تحدث من السائقين، المشاة أو حتي الشرطة. إستمرت المراقبة لمدة 5 اشهر و في نهاية فترة المراقبة علي حركة المرور، أثمرت النتائج علي إحصائية تظهر أن التكدس في تلك الميادين يرجع إلي عدم الإهتمام بالشوارع الجانبية التي تصب السيارات في الميدان و بعد دراسة الاحصائيات بدقة، قامت السلطات بزيادة إشارات المرور في الشوارع الجانبية مع زيادة فترة الإشارة الحمراء في تلك الشوارع, و كانت الزيادة تمثل 40 % من الفترة الموجودة في الميدان العام، و بعد هذا التعديل إنتهت مشكلة التكدس بمعادلة رياضية و زمنية بسيطة و لكن كان من الصعب تحقيقها دون الحصول علي إحصائية لعدد السيارات في المواقيت المختلفة بفضل كاميرات المراقبة.
– في إنجلترا تستخدم في جميع الشوارع الرئيسية بالمدن كاميرات مراقبة لتحديد السيارات التي ترتكب الأخطاء المرورية مما يقلل الإحتكاك بين الشرطة و سائقي السيارات و تلك الكاميرات مزودة ببرامج ذكية تعطي لها القدرة علي إلتقاط و تسجيل ارقام السيارات و عمل زووم تلقائي علي أرقام اللوح المعدنية.
– في مدينة راستوف بروسيا كثرت الشكاوي ضد شرطة المرور، فكانوا يفرطوا في إستخدام العنف ضد البسطاء العاملين علي سيارات الأجرة، مما جعل السلطات العامة في عام 2005 بتركيب كاميرات المراقبة في الميادين التي كثرت فيها الشكاوي للتأكد من البلاغات المقدمة، مما أدي إلي ردع شرطة المرور عن أفعالها السابقة.
– لنظم المراقبة فوائد عديدة في حل المشاكل الخاصة بالمرور و منها:
- دراسة الأخطاء و رصد الحركة المرورية في الأوقات المختلفة.
- إنتاج إحصائيات دقيقة لحل المشاكل المرورية.
- تصوير و تسجيل مرتكبي الأخطاء مما يقلل من أخطائهم.
- تقليل نسبة الإحتكاك مع الشرطة و مساعدتها.
- ضمان حق المواطن في حسن المعاملة دون تجريح و دون إنقاص من كرامته.